أخبار وطنية الخاسرون في الانتخابات الرئاسية 2014 يتوجّهون بهذه النصائح الى السبسي والمرزوقي
أسدل الستار يوم الأحد الماضي 23 نوفمبر 2014 على الانتخابات الرئاسية التي شهدتها بلادنا، واختار بذلك التونسيون من الثنائي المتراهن خلال الدور الثاني من أجل رئاسة الجمهورية طيلة خمس سنوات قادمة .. وبمجرد إقفال مراكز الاقتراع لأبوابها، وبث نتائج سبر الأراء تبين فوز كل من الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي بفارق شاسع عن بقية المترشحين، نتائج أكدتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ..واستمعنا لاحقا ولازلنا نستمع إلى مختلف التصريحات وردود الأفعال، تعددت أيضا التعاليق والقراءات.. اختلفت التقييمات والاستنتاجات، لكن في النهاية حُصّل ما في صناديق الاقتراع وقال الشعب كلمته...
حول النتائج الأولية، وحظوظ المترشحين في الفوز وأجواء الانتخابات ومستقبل البلاد، اتصلت أخبار الجمهورية ببعض الشخصيات السياسية التي ترشحت للانتخابات وفشلت في الفوز بثقة الناخب التونسي ورصدت مواقفها وقراءاتها بخصوص هذه النتائج ...
عبد الرزاق الكيلاني: على المرزوقي والباجي الابتعاد عن الخطاب المتشنج
في البداية هنأ عبد الرزاق الكيلاني الشعب التونسى بنجاح العملية الانتخابية معربا عن أمله فى أن يتحلى المترشحان للدور الثاني خلال حملتهما بقدر كبير من المسؤولية وضبط النفس والابتعاد عن الخطاب المتشنج لتجنيب البلاد توترا لم تعد قادرة على تحمله أمام التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التى تواجهها، كما هنأ الكيلاني الفائزين في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي . .
وفي سياق آخر عبر عبد الرزاق الكيلاني عن أسفه لمواصلة مقاطعة الشباب للعملية الانتخابية رغم أهميتها وتأثيرها المباشر على مستقبلهم، كما أكد محدثنا أن الانتخابات الرئاسية عرفت تدخلا كبيرا للمال رغم الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التى تمر بها تونس وهو ما يشكل خطرا على مستقبل العمل السياسي ببلادنا.. .
وفي سياق آخر عبر الكيلاني عن شكره للشعب التونسي في كامل انحاء الجمهورية لحسن الاستقبال والحفاوة التي لمسها لدى استقبالهم له مبينا انه سيظل وفيا لخدمة الوطن ولدماء الشهداء ولأهداف الثورة..
مصطفى بن جعفر: على السبسي والمرزوقي تفادي تقسيم الشعب..
من جهته دعا مرشح حزب التكتل في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية مصطفى بن جعفر كل من محمد المنصف المرزوقي و الباجي قائد السبسي إلى أن يكونا في مستوى المسؤولية التاريخية التي منحها لهما الشعب وإلى ضرورة الإبتعاد عن الحملات والخطابات التي من شأنها أن تقسم الشعب التونسي وتُدخل البلاد في أزمة..
ومن جهة أخرى دعا بن جعفر الأحزاب الديمقراطية الإجتماعية إلى «التفكير في لم الشمل والإتفاق على بديل مشترك يقنع المواطن ويعيد الأمل إلى شباب تونس»
.كما دعا المترشح السابق للرئاسة مختلف القيادات السياسية المنتمية للعائلة الديمقراطية الاجتماعية إلى استخلاص العبر من نتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية والتفكير جديا فى توحيد قواها. واعتبر بن جعفر أنه لا يمكن الاطمئنان في هذه المرحلة على وضع الديمقراطية والحريات في تونس، لذلك طالب باليقظة وصمود كل التونسيين وكل القوى السياسية التي تصدت منذ عقود طويلة لمنظومة الاستبداد.
كما إعتبر رئيس حزب التكتل أن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية قاسية بالنسبة للحزب..
كلثوم كنو: الاعلام والجهويات وماكينة الاستقطاب حسموا الأمر
ذكرت كلثوم كنو المترشحة المستقلة للانتخابات الرئاسية، أن الجهويات لعبت دورها في خدمة نتائج الانتخابات الرئاسية لفائدة المرزوقي والسبسي، إلى جانب ماكينة الاستقطاب الثنائي وماكينة «الفلوس»..
وأضافت أن وسائل الإعلام لعبت دورا كبيرا في الرئاسية لحساب مترشحين معروفين دعمتهم، مقابل تهميش وعدم الاهتمام الكافي بمترشحين آخرين وهي من بينهم حيث باتوا «خاتما في إصبع الإعلام» وفق قولها، يقع استدعائهم دون أخذ إذنهم في البرمجة والتوقيت ودون حساب حملاتهم الانتخابية..
الصافي سعيد: نتائج الرئاسية أعادت المنظومة السابقة والاستبداد
دعا المترشح المستقل للانتخابات الرئاسية الصافي سعيد، الشعب التونسي الى الحذر من التصويت في الدور الثاني للمرزوقي الذي وصفه بالمستبد المتخفي، قائلا: «انتظر أيها الشعب استبداد المرزوقي إن فاز بالرئاسة فسوف ترون الاستبداد بعينه».
وفي نفس السياق قال سعيد، إنّ نتائج الانتخابات الرئاسية أفرزت ترشح شقين «مشتريين» إلى الدور النهائي، الأول اشترته الإمارات والثاني اشترته قطر، مشيرا إلى أن هذه النتائج أعادت المنظومة السابقة والاستبداد سواء إن فاز السبسي أو المرزوقي.
عبد الرحيم الزواري: نتائج الرئاسية حسمت منذ التشريعية
المترشح السابق للرئاسية والذي سبق له أن سحب ترشحه قبل موعد الانتخابات عبد الرحيم الزواري أكد أن ما يسجل خلال هذه الفترة هو ان تونس تعيش مرحلة تاريخية لم يسبق لها أن عاشتها بهذه الطريقة رغم بعض الصعوبات والخروقات على حدّ تعبيره، مضيفا أن هذه المحطة التاريخية بيّنت قدرة الشعب التونسي على حسن الاختيار وأن البلدان العربية يمكن أن تنتخب وأن تمارس الديمقراطية بكل حرية ..
وأضاف الزواري أن الاعلام التونسي لعب دورا هاما خلال الانتخابات الرئاسية نفس الأمر بالنسبة لقوات الأمن والجيش والهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي كان دورها ايجابيا ..
وذكر الزواري أنه كان على يقين بنتائج الانتخابات وهو ما دفعه للانسحاب في مرحلة متقدمة من الحملات الانتخابية مشيرا الى أن نتائج التشريعية كانت عبارة عن اشارة قوية لكن المترشحين لم يفهموها ..
وذكر محدثنا أن الحركة الدستورية ستدعم المرشح عن حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي وذلك من أجل مصلحة البلاد ولأن السبسي يتوفر على كل مواصفات رئيس الدولة -على حدّ تعبيره- وبمقدوره اعادة الاعتبار لتونس محليا ودوليا، مبينا أن البلاد تمر بفترة صعبة للغاية ومن المهم اليوم التفاف الجميع حول الوحدة الوطنية والوعي بهذه المرحلة الحرجة ...
حمودة بن سلامة: من ميزات انتخابات 2014 هو القطع مع نتائج 99 بالمائة
أفادنا المترشح المستقل حمودة بن سلامة أن من ميزات هذه الانتخابات هو القطع نهائيا مع نتائج ما قبل 14 جانفي والارقام الخيالية من قبيل 99 بالمائة والتي لم تكن تليق بالشعب التونسي، مبينا أن أرقام اليوم معقولة وقريبة من الأنظمة الديمقراطية وهو ما يحسب لتونس ..
وذكر بن سلامة أن الاستقطاب الثنائي الذي شهدته الانتخابات التشريعية تجدّد في الرئاسية وأن هذا الأمر كان متوقعا مبينا ان هذا الاستقطاب احتد في الرئاسية وبرز أكثر وجعل من ترشحات شخصيات لها وزنها ونضالها التاريخي تفقد قيمتها ولم تلق النتائج التي تنصفها. ..
ومن النقاط الاخرى التي أشار اليها حمودة بن سلامة هي معضلة المال السياسي التي برزت بشكل كبير في الرئاسية مؤكدا ان الخمس الاوائل وقف ورائهم المال السياسي وهو ما بان بالكاشف خلال حملاتهم الانتخابية على حدّ تعبيره، مشددا على أن هذه الظاهرة سلبية ويجب أن يتصدى لها المجتمع المدني والأحزاب حتى لا تتفاقم..
ومن القضايا الأخرى التي حدثنا عنها بن سلامة هي مسألة عزوف الشباب عن الانتخاب مشيرا الى أنه تمت ملاحظة هذا الامر خلال الانتخابات التشريعية وكان الامل في أن يلتحق الشباب بمراكز الاقتراع في الرئاسية لكن هذا ما لم يحصل، كما بيّن بن سلامة أن الانتخابات الرئاسية سجّلت بعض الخروقات على غرار الالتجاء الى خطاب العنف والتأجيج والتخويف وتقسيم الشعب التونسي ..
واما عن الدور الثاني فذكر بن سلامة أن ما يخشاه هو تواصل هذا الاستقطاب والسقوط مجددا في الخطاب العنيف والصدامي وفي دوامة الفعل وردّ الفعل ..
علي الشورابي: صوّتُ للباجي وشاهدت مباراة كرة قدم يوم الانتخابات
من جهته أكد المترشح المستقل للانتخابات الرئاسية علي الشورابي أنه انسحب من السباق الرئاسي قبل 3 أيام من موعده وذلك أمام ثبوت دعم حركة النهضة المطلق للمنصف المرزوقي، كما بيّن أنه ومن خلال الزيارات التي قام بها الى مختلف ولايات الجمهورية خلال حملته الانتخابية تأكد من فوز مرشحي الحزبين الأساسيين في تونس وهما النهضة والنداء ومرورهما الى الدور الثاني، وهو ما دفعه الى الانسحاب واعلان مساندته التامة لمرشح نداء تونس الباجي قائد السبسي مشيرا الى أنه دعا أنصاره الى التصويت لصالح السبسي، وكشف الشورابي لأخبار الجمهورية أنه منح صوته هو الآخر الى السبسي رغم كونه احد المترشحين وقال:» لقد تبنّيت مشروع الدولة الحداثية والديمقراطية الذي ينادي بها الباجي قائد السبسي لذلك دعوت كل أنصاري الى التصويت لفائدته وانصرفت أنا لمشاهدة مباراة كرة القدم التي جمعت بين حاجب العيون وفريق جلمة « ..
مختار الماجري: لو عدل الاعلام لما كانت النتيجة هكذا
رفض المترشح المستقل مختار الماجري مدنا بأي قراءة لنتائج الانتخابات الرئاسية وأكد في المقابل أن ما وصلت اليه تونس اليوم أمر مؤسف كما أشار الى أن الاعلام التونسي هو السبب الرئيسي لهذه النتائج قائلا:» لوعدل الاعلام بين كافة المترشحين لما كانت النتيجة هكذا».
وذكر الماجري أنه سيدعم وسيقف الى جانب كل من ستنصفه صناديق الاقتراع في الدور الثاني مبررا ذلك بأن مصلحة البلاد هي من تعنيه ..
إعداد: سناء الماجري